أحد أهم القرارات في كل منظمة هو اختيار مجموعة من التقنيات المعتمدة. انتقاء الأدوات الملائمة يعبّد طريق النجاح لفريقك، أما الحلول الخاطئة أو المنصات الخاطئة فهي تمهد لآثار كارثية على الربح والإنتاجية. على المنظمات أن تستثمر بذكاء في الحلول الرقمية من أجل النجاح في عالمنا سريع الوتيرة، هذه الحلول تُمَكنهم من التحرك بسرعة وتزيد من الرشاقة العملية.

لهذه الأسباب تُعتَنق الحلول مفتوحة المصدر من قِبل أعدادٍ متزايدة من الشركات من شتى الأحجام وعبر كل المجالات الصناعية. ورد في تقرير جديد لموقع «مكينزي» أن استعمال المصدر المفتوح خاصية تمتاز بها المنظمات الأعلى كفاءةً.

في ما يلي أربعة أسباب توضح كيف تساعد تكنولوجيا المصدر المفتوح الشركات في الحصول على أفضلية تنافسية ونتائج عملية أفضل.

 
أولاً: التمدد والمرونة

يكفي القول بأن عالم التكنولوجيا عالمٌ سريع الحركة. خُذ «كوبيرنيتيس» على سبيل المثال، لم يوجد قبل ٢٠١٤ بينما هو الآن منتشر بشكلٍ مبهر. وفقًا لاستبيان ٢٠٢٠ من مؤسسة السحابة الحاسوبية الأصلية فإن ٩١٪ من الأفرقة يستخدمون كوبيرنيتيس بطريقة أو بأخرى.

أحد الأسباب الرئيسية لاستثمار المنظمات في المصدر المفتوح هو ما تمكنه هذه التكنولوجيا من العمل بخفّة ومن سرعة دمج أي تكنولوجيا جديدة في رزمة التقنيات المعتمدة لديك. يتضح ذلك عند المقارنة مع سُبل البرمجة التقليدية إذ تمضي الأفرقة أرباع سنوات أو سنوات بأكملها من أجل التحقق من البرمجية وتطبيقها واستعمالها كليًا، مما يجعل التغييرات المستعجلة مستحيلة عند من يعتمد على تلك البرمجة التقليدية.

تفسح خيارات المصدر المفتوح المجال المباشر للوصول للشيفرة المصدرية، وهذا يسهل على الأفرقة الربط بين البرمجية والأدوات الأخرى المستخدمة يوميًا.

ببساطة تمكن حلول المصدر المفتوح الأفرقة المُطوّرة من بناء الأداة المثالية للغاية المنشودة بدلًا من تقليب طريقة عملهم كي لتتناسب مع تصميم البرمجيات المحتكرة.
 

ثانياً:  الأمن والتعاون الموثوق

في عصر الاختراقات البيانية الكبيرة تحتاج المنظمات لأدوات آمنة للغاية كي تحمي البيانات الحساسة.

غالبًا تُكتَشف نقاط الضعف الأمنية في البرمجيات المحتكرة بعد وقوع الفأس بالرأس. لسوء حظ الأفرقة التي تعتمد على منصات محتكرة تنعدم القدرة على الوصول إلى الشيفرة المصدرية، وهذا يعني أنهم فعليًا يصدرّون الحماية إلى البائع ويكتفون بأملٍ في الأمن.

هناك دافع آخر للاعتماد على المصدر المفتوح ألا وهو أدواته التي تمكن المنظمات من الحفاظ على أمنها بذراعها. على سبيل المثال، تحصل مشاريع المصدر المفتوح —خصوصاً تلك التي تحتوي على مجتمعات كبيرة— على المزيد من التقارير عن مكامن الضعف وذلك لأن كل المستخدمين للمنتج يقدرون على فحص دقيق للشيفرة المصدرية.

وبما أن الشيفرة المصدرية متاحة للجميع، تأتي هذه التقارير مع حلول مقترحة ومفصلة لعلاج المشكلة. هذا يساعد أفرقة  التطوير على معالجة المشاكل بشكلٍ أسرع مما يعني تعزيزًا مستدامًا لتحصين البرمجية.

تبرز أهمية التأكد من أمن البيانات الحساسة لدى الأفرقة بشكل مميز في عصر العمل عن بعد أكثر من أي وقتٍ مضى. ولأن برمجيات المصدر المفتوح تسمح للمنظمات التحقق من الأمن مع التحكم التام ببياناتها، فهي بذلك تسمح لدرجات عالية من الثقة في التعاون التي يتطلبها العمل عبر المسافات البعيدة.
 

ثالثًا:  التحرر من سطوة البائع

وفقًا لدراسة حديثة فإن ٦٨٪ من مسؤولي المعلومات التنفيذيين يخشون التقيّد بالبائعين. وهم محقون في ذلك. عندما تتقيد بمنتج تكنولوجي فأنت تُجبَر على التعايش مع استنتاجات كيانٍ آخر بدلًا من الوصول إلى حلول خاصة بك.

تتعمد البرمجيات المحتكرة في أغلب الأحيان تصعيب مهمة نقل البيانات عندما تبدّل المنظمة بين بائع وآخر. في مقابل ذلك تقدم أدوات المصدر المفتوح الحرية والمرونة المرجوة لتفادي الارتباط مع أي بائع ولنقل البيانات حيثما ترغب المنظمة بالانتقال.
 

رابعاً: خيرُ موهبة ومجتمع

حَمي وطيس المنافسة على المواهب مع تزايد عدد الشركات التي تعتمد على العمل عن بعد.

يبتدئ الحصول على المواهب الفذة في عالم تطوير البرمجيات بتوفير الأدوات المعاصرة للمهندسين، يُمَكنّهم ذلك من إطلاق طاقاتهم الكامنة كاملةً في العمل. يتصاعد تفضيل المطورين للبرمجيات مفتوحة المصدر على المرادفات من البرمجيات المحتكرة، لذلك على المنظمات أن تأخذ البدائل مفتوحة المصدرة على المنتجات التجارية في عين الاعتبار كي تجذب أفضل مطوري البرمجيات في سوق العمل.

إضافةً إلى سهولة توظيف أفضل المواهب والحفاظ عليهم، تمكن المنصات مفتوحة المصدر الشركات من الاستعانة المباشرة بمجتمع المساهمين للحصول على طرق الوصول للحلول والاستفادة من المنصة بشكل تام. كما أن أعضاء المجتمع قد يساهمون في مشاريع المصدر المفتوح بشكل مباشر.
 

المصدر المفتوح يعني الحرية

تزداد شهرة برمجيات المصدر المفتوح بين الأفرقة الشركاتية لسبب جيد. فهي تعطي الأفرقة المرونة لبناء الأداة الأمثل لكل وظيفة، وتمكنهم من الحفاظ على درجة عالية من الأمان في بيئة العمل. في الوقت ذاته يسمح المصدر المفتوح للأفرقة السيطرة على مستقبلهم بدلًا من رهنه في أيدي البائع والالتزام بخطة سيره. وأخيرًا تفتح للشركات باب المهندسين الموهوبين ومجتمع المصدر المفتوح.

 

تمت إعادة نشر هذا المقال من موقع https://opensource.com وفقاً لرخصة المشاع الإبداعي - Creative Commons، للإطلاع على المقال الأصلي

 

Photo Credit: Technology vector created by catalyststuff - www.freepik.com